إن علم الأنساب من أجّل العلوم قدراً وأرفعها ذكراً.
والنسب اصطلاحاً كما في (أبجد العلوم) هو علم يستغرق منه أنساب الناس، وقواعده الكلية والجزئية. والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص، وهو علم أشار إليه الكتاب العظيم في قوله تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا).
كما حث الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه على تعلمه فقال: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر) رواه احمد - صحيح الترمذي للألباني.
ونقرأ من المقدمة ذاتها تحت عنوان (من مكارم الأخلاق) هذا التحليل التربوي الاجتماعي:
إن في معرفة النسب مندفع إلى مكارم الأخلاق، كما أن فيها ترفعاً عن الملكات الرذيلة، فمتى عرف الإنسان في أصله شرفاً، وفي عوده صلابة، وفي منبته طيباً.. فإنه عادة يأنف عن تعاطي دنايا الأمور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه وحذراً على ذكره من ارتكاب العار، وتنزيهاً لسلفه من سوء الأحدوثة.
وقال الفاروق عمر - رضي الله عنه : تعلموا من النجوم ما تهتدون به، ومن الانساب ما تعارفون به وتواصلون عليه، ومن الاشعار ما تكون حكما وتدلكم علي مكارم الاخلاق.
وعلم الأنساب عند العرب منذ القدم، لم يكن وسيلة للتمييز العنصري، أو التمايز الطبقي الاجتماعي والديني، وإنما كان وسيلة للرقي والتهذيب الاجتماعي والأخلاقي بأرقى صوره، وما الكرم والشجاعة والمروءة والنبل والحكمة... وغير ذلك من الصفات الجليلة إلا وسيلة من وسائل النَسَب التي تفاخر بها الأجداد.
انقر هنا للإطلاع على بعض الكتب من ارشيف كتب الأنساب