يقع قصر آلنمر في الجزء الشمالي الشرقي للبلدة القديمة في حارة الحبلة في نابلس، ويُعدُّ قصر النّمر أحدَ أعرقِ القُصور التي بُنيت في بلاد الشّام وفي مدينة نابلس بالتحديد، إبّان حُكم الدّولة العثمانية؛ حيث تَتَعدّد في هذه المدينة المَعالمُ التاريخيّة وتشتهر أيضاً بِقصورها التي بُنيت بأشكالٍ مختلفة، والتي يقصدها كل من زار مدينة نابلس، والتي تتميز بعدد غرفها، وكبر حجمها، ومن هذه القصور: قصر النمر وقصر عبد الهادي وقصر طوقان.
يقعُ قصر "النّمر" في مدينة نــــابلس في فلسطين، حيث يقع في الجزء الشمالي الشرقي من الحارة التي يطلق عليها الحبلة.
يعد من أكبر القصور مساحة في المنطقة، والأضخم حجماً.
موقع القصر في البلدة القديمة
بُني قصر النمر في القرن السابع عشر للميلاد، من قبل القائد العثماني الأمير يوسف الجوربجي النمر - أمير عسكر الشام - (1687م) الذي قاد والده القائد عبد الله باشا النمر الحملات العسكرية التي تم إرسالها من قبل الدولة العثمانية عام 1657م؛ وذلك من أجل بسط الأمن في المنطقة، وقَمع الفتن، والذي أصبح بعد هذه المهمة الحاكمَ الفعليَ في مدينة نابلس، والكافلَ لِقلعةِ الكرك.
أسس هذا القائد لاحقاً الأسرة المحلية التي قامت بحكم مدينة نابلس لأجيالٍ عديدة.
مباني قصر ال النمر والبستان الملحق به
كان قصر النمر بِمثابة قاعدةِ الحكم لهم في هذه المدينة، وهذا ما جاء في كتاب المؤرخ إحسان النمر، المسمى بأسم "تاريخ جبل نابلس والبلقاء".
بناء قصر النمر مقسوم إلى قسمين؛ حيث بني القِسم الشمالي والذي يعد القصر الصيفي، وبني القسم الثاني وهو القسم الجنوبي ويعد الأكبر، وفيه مدخل ذو حجم كبير.
يتألّف كلا القصرين من طابقين؛ حيث يكون الطابق الأول على شكل ساحة مَكشوفة، وفيها بركةُ ماء، إضافة إلى إسطبل للخيل، أما الطابق الثّاني ففيه غرف عديدة، ومقسمة جميعها إلى جناحين؛ حيث يعرف أحدها بالحرملك، وهو المخصص بالحريم، والآخر يُعرف بالسلملك، وهو المُخصّص للرجال.
نافورة الشادروان
يتم الوصول الى الساحة الرئيسية في مدخل القصر من خلال بوابة يصل ارتفاعها الى حوالي اربعة امتار، وبها فتحة مكونة من باب مستطيل الشكل، ويوجد ديوان الإستقبال على جانب المدخل من الجهة الغربية ، ويتم الوصول اليه من خلال ايوان مفتوح في مقدمته نافورة ماء رخامية، ويوجد ايوان ثان في الجهة الشمالية من هذه الساحة، وتتوزع على جوانبه مجالس حجرية، وفي وسط هذا الإيوان نافورة ماء من الرخام الملون، يتوسطها شادروان من الرخام الأبيض متميز في زخارفه ذات الطراز الدمشقي، وكانت توجد على اطرافه مجسمات لطيور مشغولة من النحاس، حيث يتدفق الماء من افواهها. ويوجد في الجهة الشرقية لساحة المدخل درج يوصل الى الى المنطقة السكنية الخاصة المسماة بالحرملك، الذي يتكون من غرف عديدة تلتف على عدة ساحات مكشوفة، وتقوم اجزاء من هذا المبنى على قناطر ضخمة تعلو الشارع الرئيس في الجهة الشرقية من القصر والتي شكلت إحدى المداخل الرئيسية للبلدة القديمة.
وكان يحتوي القصرعيناً للماء تسمى عين الأغا
صورة لعين الأغا في مدخل قصر النمر في حارة الحبلة عام 1932م
الجدير بالذكر، أن يذكر بأن الرحالَة الدمشقي الشّيخ "عبد الغَني النّابلسي"، والذي تَعود أصولُهُ إلى مدينة نابلس، قد قام بِزيارةِ هذا القصر في عام 1771م، وأقام كضيف عنْد متسلم نابلس الذي كان في ذلك الوقت هو الشيخ علي الشربجي النمر، وقد كتب النابلسي حينها، وصفاً دقيقاً ومميّزاً لهذا القصر، ويعد الأجمل والأروع فيما كُتب عنه.