ال آغا النمر عشيرة تعود إلى النمر بن قاسط: بطن من أسد بن ربيع, من العدنانية, وهم: بنو النمر (عم بكر وتغلب بني وائل) بن قاسط بن هنب بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان, كانت ديارهم رأس العين من أعمال الجزيرة الفراتية، انضمت إلى تغلب في حروبها مع اليمانيين، وانضوت تحت لوائها بعد ذلك، تقيم حيث تقيم، ولما دخلت بكر إلى الشمال، ولحقتها تغلب، نزلت النمر بين القبيلتين، وامتدت من الموصل إلى بلاد الأناضول، وفي الفتح الإسلامي استنجد المثنى بن حارثة قائد جيش المسلمين بأنس بن هلال النمري فأنجده بجموع كثيرة من تغلب والنمر وإياد، فاشتركوا في واقعه البويب وتكريت الموصل، واشترك فريق منهم بقيادة صهيب النمري الملقب بالرومي في فتح الشام، وقد مات هناك ودفن في الميدان الأوسط بدمشق.
ولما أسس الحمدانيون التغلبيون دولتهم في الموصل وحلب اشتركت معهم قبيلة النمر إلى أن دانت هذه الدولة، وقد نزحت في الحروب الصليبية إلى الجنوب، فنزل أمراؤها في بادية مهاين وامتد باقيها حتى حوران.
بعد خروج أمراء النمر من مهاين صاروا يعرفون بالمهاينة، ولا يزال فريق منهم يعرفون بهذا الاسم، وفريق عرف بالصواف لتجارتهم بالصوف، وعرف فريق بالدفتري لان جدهم كان دفتر دار دمشق، وهذا قد انقرض، وفريق عرفوا بابن هانئ، نسبة لجدهم هاني بك، وفريق عرفوا بالأمامية لحراستهم طريق الحج، وقد تفرع هؤلاء لعدة فروع، وهم الاغوات في الكرك الذين نسبوا للقب آبائهم، والبشابشة الذين نسبوا للقب أبيهم عبد الله باشا. وقد تولوا حراسة قلعة حسبان. وفريق عرفوا بالقضاة نسبة إلى جدهم القاضي (الشيخ عمر)، والذين في نابلس عرفوا باليوسفيين نسبة لجدهم الأول الامير يوسف، وبالجربجية، كما عرفوا بدمشق، وقد لقبوا بالاغوات أيضاً، وقد عادوا للانتساب إلى نسب القبيلة القديم، الا أنهم اضطربوا في القابهم وأنسابهم، فكان بعضهم ينسب للجوربجي، وآخر لليوسفي، وثالث للنمر، مع الاحتفاظ بلقب أغا ونسب النمر.
وينقل مصطفى مراد الدباغ عن المؤرِّخ إحسان النمر مؤلف كتاب (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) قوله إن ذرية الأمير يوسف النمر عرفت في جبل نابلس باسم الأغوات الجربجية (هكذا وردت) ثم باسم اليوسفيين, ثم عادوا ليتسموا باسم آل النمر مع الاحتفاظ بلقب آغا لرجالاتهم, ويعزِّز الدباغ الرواية التي أوردها المؤرِّخ إحسان النمر التي تردُّ آل النمر إلى قبيلة النمر التي يذكر كتاب (صبح الأعشى) للقلقشندي بأنهم من جديلة من أسد أحد بني ربيعة من العدنانية, ويذكر ان آل النَمِر (بفتح النون وكسر الميم ) هم بنو النمر بن قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة, وديارهم في رأس العين في جزيرة الفرات بالعراق .
ويذكر المؤرِّخ إحسان النمر في كتابه (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) أن أحوال الأمن في ولاية نابلس اضطربت بعد وفاة حاكمها الأمير محمد بن فروخ, مما اضطر الدولة العثمانية إلى إرسال جيش يتألف من عدة كتائب (بلوكات باللغة التركية) من الانكشارية والمماليك والأكراد والتركمان والعرب, وكانت الكتيبة العربية في غالبها من بادية حمص وكان ضباطها (بلوكباشياتها باللغة التركية) من أمراء وشيوخ قبيلة النمر التي كانت تنتشر من بوادي حمص وحماة إلى حوران, وكان لصلة النسب بين آل النمر وآل عثمان دور في اعتماد الدولة العثمانية على رجالات آل النمر في تأمين حراسة القلاع وطرق قوافل الحج, وخاصة قلاع الكرك ومعان والسلط (البلقاء), واشتهروا باسم الأمامية رجال الحج .
ويذكر المؤرِّخ إحسان النمر أنه في سنة 1148هجرية وقعت حرب بين الدولة العثمانية وروسيا فسافر ألاي سباهيات نابلس (أمراء الجند) بقيادة إسماعيل آغا بن عمر آغا النمر بالوكالة عن عمه الميرالاي محمد آغا النمر واشترك بتلك الحرب, ونظرا لما أظهر هذا الشاب من البسالة في تلك الحرب منحه السلطان محمد الأول مالكانة نابلس, والمالكانة هي الأراضي الميرية المملوكة للدولة والتي كانت عائداتها توزَّع للعائلات أو الأمراء والزعماء الذين يمنحهم السلاطين المالكانة, وقد جدَّدت الدولة العثمانية البراءة السلطانية بمنح ملكانة نابلس لآل النمر وأعقابهم في 29/ رجب/1171 هجرية, ثم انتقلت ملكانة نابلس إلى مصطفى باشا طوقان, ثم عاد قسمٌ منها لآل النمر بموجب حجة شرعية مؤرخة في شهر محرم من سنة 1198هجرية بعد المصالحة التي جرت بين آل طوقان وآل النمر.
ويذكر المؤرِّخ إحسان النمر أن ديار آل النمر في بادية حمص تعرف باسم (مهين), وإليها ينتسب آل المهايني في دمشق الذين يصفهم إحسان النمر بأبناء العم, في إشارة إلى صلة القرابة بين آل النمر في نابلس وآل المهايني في دمشق.
ويشير المؤرِّخ إحسان النمر إلى ان آل النمر في نابلس هم من ذرية الأمير يوسف النمر, وأن الأغوات في الكرك هم من ذرية شقيقيه عثمان آغا وعلي آغا.
ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثالث من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن عشيرة بني هاني في منطقة إربد الذين قدموا مع جيوش الفتح الإسلامي في صدر الإسلام, وعائلة المهايني في دمشق, والأغوات في الكرك يلتقون في صلة القرابة مع آل النمر في نابلس (أبناء عمومة).
ويورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أسماء (5) عشائر وعائلات تحمل إسم النمر وهي :
* النمر, من عشائر فلسطين, عاشوا في جبل مدينة نابلس, وتفرَّعوا إلى عشائر الدفتري والمهايني والصواف في دمشق, وبني هاني في حوران وعجلون, والأغوات والقضاة بالكرك, والبشابشة في حسبان, والقضاة في عجلون, والجوربجية في مدينة نابلس, وآل عيسى وآل ياسين وآل عباس وآل عبد الوهاب والامامية واليوسفيين.
* نمر: أو النمراوي, من عشائر فلسطين, من عشيرة الحلاحلة, ومساكنهم في خاراس .
* النمر, من عشائر الأردن, من الفايز من الغبين من الطوقة من قبيلة بني صخر, ومساكنهم في أم العمد وزيزياء.
* النمر, من عشائر الأردن, وهم فرع من قبيلة العدوان, ومساكنهم في منطقة صويلح وغور نمرين وحسبان.
* نمر: من عشائر فلسطين المسيحية, أصلهم من آل الخازن مشايخ كسروان في لبنان, وهم أحفاد فرح نمر الخازن مؤسس قرية عين عريك.
ويورد كتاب (موسوعة قبائل العرب) لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي أسماء (14) عشيرة وعائلة تحمل اسم النمر, وهي:
* النمر: فرقة من الشنابلة إحدى عشائر محافظة جبل الدروز بسورية.
* النمر: عشيرة لها فروع في فلسطين والأردن وسورية, فمنهم الدفتري والمهايني والصواف في دمشق وبنو هاني في حوران بسورية والأغوات, والقضاة بالكرك, وقسم من بني هاني والقضاة في عجلون من الديار الأردنية, ومنهم آل عيسى وآل عبد الوهاب وآل ياسينو (هكذا وردت) وآل عباس الإمامية واليوسفون (هكذا وردت) والجوربجية في نواحي نابلس بفلسطين.
* النمر: قبيلة يمنية تقيم في وادي نشور في صعدة باليمن وهم عدة فروع منهم: آل مقبل, آل عرفج, آل صلاح وغيرهم.
* النمر: بطن من العدوان من قيس عيلان, من العدنانية, يقيم في منطقة صويلح وفي غور نمرين وحسبان من الديار الأردنية.
* النمر: (أهل النمر) قبيلة يمنية من قبائل العيسائي من قبائل الأصحفي يقيمون في لحج.
* النمر: فرع من عشيرة إبراهيم, من العواقير, من الجبارنة, من برغوث, من السعادي, من سليم بن منصور من قيس عيلان, من العرب العدنانية في الديار الليبية.
* النمر: فخذ من نبيط, من بني خالد في المعمورة بمنطقة حماة وسلمية من الديار السورية.
* النمر: من بني بشر بن مالك من قحطان عسير من بني تميم في السعودية ومنهم: الدرب وآل شتاء وآل فرحان والجهمة.
* النمر: عشيرة من الفايز, من الغبين, من الطوقة من بني صخر إحدى قبائل بادية الأردن وديارهم في أم العمد وزيزياء.
* النمر: البونمر, عشيرة من الدليم من زبيد, من القحطانية في الزوية التابعة لمدينة هيت في محافظة الأنبار وفي وادي الثرثار من الديار العراقية, منهم البو محمد والنمر والبو محل النمر والبو حسن النمر والبو حسين النمر.
* النمر بن عثمان: بطن من زهران ابن كعب, من نشوءة, من الأزد, من القحطانية, وهم بنو النمر بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالكب (هكذا وردت وقد تكون مالك) بن نصر, وهو شنوءة كانوا بالسراة, ولهم بأس ونجدة.
* النمر بن عذر: بطن من همدان من القحطانية, وهم: بنو النمر بن عذر ابن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد. منه القطافات, والمذاعير.
* النمر بن قاسط: بطن من أسد بن ربيع, من العدنانية, وهم: بنو النمر (عم بكر وغلب بني وائل) بن قاسط بن هنب بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان, كانت ديارهم رأس العين من أعمال الجزيرة الفراتية, ومن أوديتهم: العلاة باليمامة, وملك عليهم معد يكرب بن الحارث بن عمرو, وكانوا مع سلمة يوم الكلاب الأول. وكانت فيهم كثرة.
* النمر بن وبرة: بطن من قضاعة, من القحطانية, وهم: بنو النمر بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة, منهم بنو خشين بن النمر.
ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) أن آل النمر وآل جرار تمكنوا في القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر الميلادي) من القضاء على نفوذ عشيرة المشاقي (المشاقية) في بلدة ياصيد الواقعة إلى الشمال الشرقي من نابلس التي كان شيخها محمد بن سليمان بن مشاق من مشاهير شيوخ منطقة نابلس في القرن التاسع للهجرة ( الخامس عشر الميلادي ).
ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسماء (5) عشائر وعائلات فلسطينية تحمل اسم النمر وتتوزع على الرملة وصفورية وغزة ونابلس والناصرة (عائلة مسيحية), ولكنه لم يتطرق إلى وجود أو عدم وجود علاقة قرابة بينها.* كان لصلة النسب بين آل النمر وآل عثمان دور في اعتماد الدولة العثمانية على رجالات آل النمر في تأمين حراسة القلاع وطرق قوافل الحج
* آل النمر في نابلس يلتقون في نفس الجذور مع آل المهايني في دمشق, والأغوات في الكرك, وبني هاني في البارحة وكفريوبا/إربد, والصوَّاف في دمشق, والبشابشة في حسبان, والقضاة في عجلون, والجوربجية في نابلس, وآل عيسى, وآل ياسين, وآل عباس, وآل عبد الوهاب, والامامية , واليوسفيين
ذكر كتاب (جبل النار... تاريخ وجهاد) لمؤلفه الباحث حسني أدهم جرَّار أن آل النمر ينتسبون إلى قبيلة النمر التي كانت في الجزيرة العربية الفراتية حين الفتح الإسلامي, وقد برزت في مجال الحكم والسلطان في شرق الأردن وفلسطين في القرن الحادي عشر, واستمر بروزها وخاصة في فلسطين, وبنوع أخص في نابلس إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري. وقد تولى شيوخ هذه الأسرة ألاي السباهية مدة طويلة, وتحالفوا مع آل جرار وقضوا على الإقطاعية الظالمة في جبل نابلس وخاصة المشاقية في النصف الأول من القرن الثامن عشر, وتناوبوا الحكم مع آل طوقان وآل جرار في النصف الثاني من نفس القرن, وبرز منهم يوسف أغا النمر وعلي أغا النمر وإبراهيم أغا النمر الذي سماه النابلسيون بسلطان جبل نابلس وسموا الشيخ يوسف الجرار بسلطان البر, ويشير جرار إلى أن آل النمر اشتركوا في الدفاع عن جبل نابلس ضد الغزاة وخاصة في حرب نابليون .
وينقل المؤرِّخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) عن الرحالة والمتصوِّف الشهير الشيخ عبد الغني النابلسي أن آل النمر كانوا يبسطون نفوذهم على البلاد النابلسية في الفترة التي قام فيها برحلته إلى البلاد النابلسية في عام 1101 هجرية (1690م), وقد دوَّن الشيخ النابلسي أخبار رحلته في كتابه (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية), وقال فيه عن رحلته إلى منطقة نابلس:
(ثم لما نزلنا سائرين إلى أن وصلنا مدينة نابلس المحروسة من كل ما يشين, فلما أقبلنا على ذلك الوادي المبارك ونفح علينا ذلك النسيم الذي في طيبه لا يشارك, وأقبلنا على تلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين, استقبلنا جماعة من أهلها كانوا هناك لنا منتظرين بقصد اللقاء, والإجتماع على عادة المحبين, وقد نزلنا في بيت متسلم (حاكم) تلك البلاد النابلسية, والأماكن الشريفة الأنسية, وهو صاحب الأخلاق المرضية والسلامة العالمية, مفخرالأعيان وإنسان العين جناب علي جربجي من أعيان الجربجية التي في دمشق المحمية, وهو إبن المرحوم مفخر الأمراء المعتبرين الأمير يوسف النمر كافل قلعة الكرك سابقا, فقابلنا بصدره الرحيب ووجهه الذي هو وجه الحبيب, فمكثنا عنده خمسة أيام في عيش هنيء.
ويذكر الدباغ ان والدة الأمير يوسف بن عبد الله باشا النمر هي ابنة الصدر الأعظم في الدولة العثمانية (رئيس الوزراء) اباظة سياوش باشا, وهي حفيدة السلطان العثماني أحمد الأول, ويذكر الدباغ أن الأمير يوسف النمر قام في فترة كفالته لقلعة الكرك بإجلاء الجرادات إلى جبل الخليل وجبل نابلس, كما أجلى بني غازي من البلقاء إلى ناحية جماعين, وقميري إلى جورة عمرة فنزلوا كفر قدوم, والشقران إلى لواء اللجون وغيرها, وهو أول من اتخذ نابلس مركزا له من هذه العائلة التي استمر بروزها في فلسطين إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري , وتوفى حوالي سنة 1097 هـ.