ولدت الراحلة هالة رأفت صدقي النمر في مدينة نابلس في الرابع عشر من أكتوبر عام 1942 وهي الابنة الكبرى لعائلة المرحوم رأفت النمر والتي تكونت من تسع أفراد من البنين والبنات.. نشأت وتربت في قصر ال النمر في البلدة القديمة وأكملت الثانوية العامة عام 1964 في مدرسة النجاح الوطنية. ومن ثم التحقت بسلك التدريس لمدة عامين في مدرسة بيت ايبا.. إلى أن التحقت بعد ذلك في القطاع المصرفي حيث عملت في البنك العربي في مدينة نابلس لمدة خمسة عشر عاماً، وفي العام 1985 انتقلت للعمل في ادارة البنك العربي في عمان.. حيث تسلمت مهام رئيس قسم العقار واللوازم في البنك إلى أن تقاعدت في العام ١٩٩٧ منهية بذلك خدمة مدتها خمسة وثلاثون عاما حصلت خلالها على العديد من الجوائز التكريمية منها، الساعة الذهبية الموسومة بشعار البنك العربي ومن بعد ذلك حصلت على الصينية الفضية تكريما لتميزها وتفانيها في عملها حيث كانت من النساء الرائدات في التشكيلات الإدارية في البنك العربي، وقد كانت طوال تلك الفترة مثالاً الموظفة المجدة المخلصة لعملها، وكانت تتميز بدقتها الشديدة في عملها... ويشهد لها كل من عرفها من زملائها في البنك العربي بالتميز وحسن الخلق، وأنها كانت على علاقة مميزة مع الجميع ولها في قلوبهم مكانة كبيرة من التقدير والحب والاحترام.. على الصعيد الشخصي تميزت الراحلة هالة بانتمائها وحبها العظيم لأسرتها حيث توفي الوالد في مرحلة مبكرة في العام 1967، وبحكم موقعها في الأسرة كان لابد لها أن تنوء بهذا الحمل وتؤدي هذا الواجب، فتولت مسؤولية العائلة بالكامل رغم صغر سنها، وضحت بالغالي والنفيس، حتى تكمل مع والدتها، رحمهم الله جميعاً، مسيرة تربية تسعة أطفال فاقدين الأب... رفضت المرحومة فكرة الزواج رفضاً قاطعاً حتى لا تتخلى عن أسرتها، فقد عرف عنها الإيثار حيث كانت تفضل إرضاء أسرتها على نفسها.. وجاهدت وكافحت وواجهت أصعب المواقف، وكانت الدرع الحامي لهذه الأسرة حتى اتم افرادها جميعاً تعليمهم واستقلوا بحياتهم الخاصة، لكن مسيرة الكفاح لم تتوقف عندها إلى هذا الحد، حيث تولت رعاية رفيقة كفاحها الوالدة الغالية التي ابتليت بالمرض، فقامت برعايتها والاهتمام بها حتى توفاها الله عام 2006.
كانت رحمها الله صاحبة قلم جميل ولها العديد من الكتابات الرائعة التي تعكس شخصيتها القوية العنيدة التي تخفي فيها الدفء والحنان المتدفق والطيبة حيث كانت تحتفظ بها في دفتر خاص.
انتقلت الى رحمة الله تعالى في 13/9/2018 في عمان عن عمر ناهز ال ٧٤ عاماً.. منهية حياة كاملة من التضحيات والكفاح والإيثار.. نسأل الله تعالى أن يجزيها الله سبحانه وتعالى على كل ذلك خير الجزاء..
ومن الواجب ذكره، أن عطفها تجاوز حدود اسرتها حيث كانت تتكفل ومن راتبها الخاص برعاية عدد من الأسر المحتاجة، كما تكفلت عدداً من الأطفال الأيتام وكأن الله تعالى أوجدها وكرسها في الحياة للقيام بهذا الدور العظيم رحمها الله.